{ سؤال له جواب }
يسأل سائل ويقول امي لم تعيرني اهتمامها وانا صغير واهملتني كثيرا جدا فهل يحاسبها الله علي مافعلت كما يحاسب علي عقوق الولد لوالديه وعدم برهما ؟
كما أن للوالدين حقاً على الأولاد ، فللأولاد حق على الوالدين .
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم/6
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) رواه مسلم (142)
من هنا : فإن للأولاد على الآباء حقوقاً لابد أن يراعوها ، وهذه الحقوق كثيرة منها :
1- حسن اختيار الزوج لزوجته ، والزوجة لزوجها ، فالرجل يختار المرأة التي تصلح أما لأولاده في المستقبل ، والمرأة تختار الرجل الذي يصلح أباً لأولادها .
2- حسن تسمية الولد ورعايته وتوفير احتياجاته الأساسية من الطعام والشراب والملبس والمسكن على حسب الطاقة والوسع بغير تقتير ولا إسراف .
3- ومن أهم حقوق الأولاد على الآباء : حسن تربيتهم ورعايتهم في أخلاقهم وسلوكهم وأدائهم لأمور دينهم على الوجه الذي يرضي الله ، ومتابعتهم في أمور دنياهم بما يهيئ لهم المعيشة الصالحة الكريمة .
وقد يقصر في هذا الحق كثير من الآباء ، فيجني نتيجة تقصيره ، وهو العقوق من أولاده ، والإساءة إليه .
قال ابن القيم رحمه الله :
"فمَن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء إليه غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ، وإهمالهم لهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه
وينبغي أن يعلم أن تقصير الأب والأم في تربية ولده لا يعني أن يقصر الولد في حقوق الوالدين ، ويسيء إليهما ، بل عليه أن يحسن إليهما ، ويعفو عن إساءتهما نحوه ، قال الله تعالى : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) وقال تعالى : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) لقمان/15
تعليقات : 0