فن اختيار الكنوز
- الصداقة كنز لا يفنى .. هذا ما كنا ندرسه طوال سنوات تعليمنا في المدرسة من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية ، ولكن هل نعرف معنى الصداقة الفعلية ؟ هل من نطلق عليهم لقب أصدقائنا يستحقون هذا اللقب أم لا ؟
دعونا نتعرف بداية كيف يمكننا الحصول على الأصدقاء؟
- فى الغالب ما نحصل على الاصدقاء عن طريق الصدفة سواء تعرفت عليهم فى الشارع أو أثناء موقف مر بك في حياتك أو تدريب مثلا وغالبا ما يبدأ التعارف على أنه شخص عادى و تبدأ الأمور فى التطور حتى تصل إلى مرحلة الصداقة .
- يمكن أيضا أن يكون بداية معرفتنا بصديق ما هو مشكلة بينك وبينه وحينما يحتد الخلاف ثم يبدأ فى الهدوء والحل وتزول المشكلة قد يجد كل منكما فى الآخر الشخص الذى يحتاجه بجانبه يفهمه ويتفاهم معه وتتحول الى صداقة عميقة قد لا تكون بين شخصين لم تحدث بينهما مشاكل مطلقا .
- يمكن أيضا أن يكون ألد أعدائك لسنوات طويلة أقرب صديق لك يوما ما ، وقد تجمعك الظروف بصديق مخلص منذ بداية تعارفك به و تجبرك الحياة على الشعور بأنه الصديق الذي تبحث عنه طوال حياته وذلك من طيب معاملته ومدى ملائمة شخصيته لك فسبحان مؤلف القلوب.
- فى أغلب الأحيان يكون الأصدقاء بينهم شيء مشترك كممارسة رياضة معينة سويا مثلا أو كلا منهما لديهم نفس الهواية كالرسم أو الموسيقى ، قد يكونوا بنفس المهنة أو نفس المجال أحيانا ، وقد تجمعهما صدفة ما فى مكان ما لمدة يوم واحد يجعلهم أصدقاء طوال العمر فرب صدفة خير من ألف ميعاد .
ولكن هل يمكن لكل شخص قريب منى أو يمتلك نفس الهواية أو نفس مجال عملى يطلق عليه مصطلح صديق حتى لو كان بينكما عمل مشترك؟!
...بالطبع لا
- أولا يجب أن ندقق كثيرا فى من نطلق عليه كلمة أو صفة صديقنا ، فالصداقة ليست كلمة واهية بل هى كلمة صغيرة لها معنى كبير جدا لا يستحقه أى شخص ، فقط كونوا حذرين في اختياركم فالتفاحة الفاسدة تفسد ما حولها من تفاح جيد وبالتالى فالصديق يجب أن تكون صفاته شئ تفتخر به عندما يقال أنك مثله أو أنه مثلك فالصديق دائما مرآة صديقه ، يجب أن يكون بجانبك ، يساندك عند الشدائد ، يشجعك عند تخاذلك عن عمل شئ ما ، هو أيضا من يشجعك أن تكون أفضل منه وبنفس راضية دون حقد أو كره، يفرح لفرحك ويحزن لحزنك ، فالحياة تحتاج إلى من يكون بجانبنا ويساندنا ومن لم يكن كذلك فلا يستحق لقب الصديق .
- ومن الجدير بالذكر أن من الصفات الهامة التى تتوفر فى الصديق الحق أنه يرد غيبتك ويكون في صفك فى غيابك وفي حضورك ، يدعمك نفسيا ومعنويا ، أول من ينصحك ويحتمل غضبك ، يحب هدوءك ، يعرف كل ما تحب وتكره ، يقول لك حقيقتك فى وجهك دون تزييف أو مجاملة فهو مرآتك كما ذكرنا من قبل .
- وعليك أن تعلم أنك يجب أن تكون مثل ما هو لك لأن كل فعل له رد فعل ، فلا تهمل صديقك وتنتظر منه الاهتمام ، ولا تتركه وقت احتياجه لك وتنتظر وجوده بجانبك وقت شدتك ، فكما تأخذ عليك أن تعطى وأكثر ، فهو يحتاج إلى صديق كما هو لك وقد يكون أكثر من حاجتك أنت لذلك .
الصداقة كنز لا يفنى فاغتنمه
قد يكون صديق واحد أوفى من عشرة أصدقاء
الصديق مرآة صديقه فدققوا الاختيار
قد تبعدكم المسافات ولكن وجودكم أقرب من كونكم بجوارى
كونوا بالقرب
لكم منى كل التحية والتقدير
بقلم / سحر الحياة
تعليقات : 0