راعوا بذوركم تسعدوا

راعوا بذوركم تسعدوا
- في كثير من الاحيان ما نجد الام تعتمد في تربية ابنها على اسلوب تحفيزى خاطئ بمعنى أنه إذا لم يحب شئ تقول له أن يأكلها معللة ذلك بأن فلان يأكلها فلا تجعله أفضل منك بالرغم من انها يمكنها ان تقول له انها مفيدة لعضلاتك مثلا وهكذا ، ولكن اسلوبها هذا إذا اتبعته دائما وفي كل شئ قد تترسخ في نفس ابنها سلوكيات سلبية قد لا تعرف عنها شيئا .

- إن ابنك كائن حي له مشاعر ، فدورك انتى مراعاة مشاعره وليس تقويم سلوكه فقط ، فالمشاعر هى التى تحدد نوع السلوك الذي سيقوم به وليس السلوك هو الذي يحدد المشاعر ، فعند ذكر محاسن فرد ما لابنك وانكى تريدينه مثله وهو من سنه فأنتى ترتكبي خطأ فادح قد لا تدركى عواقبه الا بعد مرور عشرات السنوات .

- عند مقارنة ابنك بشخص ما فأنتى لا تثيري دافعيته مطلقا ولكنه فقط يعلم انكى تري ان زميله أفضل منه ، ولو حاول ابنك بذل جهد ولم يتخطى نجاح هذا الزميل فسيكن له مشاعر سلبية ويحقد عليه او يكرهه.

- ما بال أمهات هذه الأيام تقارن وتفرق بين المعاملة بين الإخوة الأشقاء الذين يعيشون سويا في نفس المنزل فأنتى قد رميتى بذرة الكره في قلب أحدهم وكذلك بذرة خوف وانطواء ، وقد تجدى الابن الذي تذكرى له محاسن أخيه أصابته بعض متلازمات النطق مثل التهتهة والتأتأة ولن يستطيع الدفاع عن حقه لانه يري أنه اضعف من الاخرين .

- على كل ام ان تعرف ان هناك ما يسمى بالفروق الفردية داخل الابناء ، فكل ابن له شخصيته وأفكاره وسلوكياته التى تختلف عن ما لديه من اخوة فإذا أشعرتى أحدهم أنه أقل من اخوته فسينطوى علي نفسه وستجديه دائما يجلس في صمت ، لن يتفاعل معهم فهم أحسن منه ، سيبعد عنهم ، ستكون مشاعره نحوكى كأم مشاعر سلبية أيضا وقد يصل به الحال إلى أن يتجنبك انتى شخصيا حتى لا يسمع منكى مثل هذا الكلام مرة أخرى .

- دور الام من الناحية النفسية اقوى من الحديث ، تعاملى معه بحب فإذا أحب التزم بما تريدينه أما مقارنته بغيره ستجعلك تخسريه وسيخسر اخوته المقارن بهم أيضا .

- عاملوا أولادكم معاملة ترضوها لأنفسكم ، فهم ليسوا كرة تجري اينما تريدون ، ولا قطعة صلصال تشكلوها كما تريدون وقتما تريدون ، لا تقارنوا ولا تشعرونهم بالاقلية .

- أنا أعرف ان الهدف من ذلك هو تحسينه وتوصيله الى شئ أحسن ، ولكن ليس كل الابناء لديها هذا النوع من التحدى ، كونك انتى لديكى هذه الصفة لا يجعل بالضرورة امتلاك أبنائك لهذه الصفة فلا تظلموهم بأفكاركم التى لا تحتمل اى شئ من الصحة ، وعاملوا كل ابن حسب اسلوبه وشخصيته وليس كلهم بنفس الطريقة ، فالقلب يتألم كثيرا عند رؤية طفل مكسور داخله بسبب هذه المعاملة ، فليس ذنبه انه خجول مقارنة باخوته الذين لا يخجلون من طلب شئ ما ، ليس ذنبه انه هادئ بالرغم من ان اخوته نشيطون ويتحركون كثيرا ، وليس ذنبه ان استيعابه بطئ مقارنة بمن حوله من اخوته ، ولا حتى بنيته الضعيفة ذنبه ..... وهكذا .

راعوا مشاعر ابنائكم حتى لا تجنوا ذلك عند كبركم ، فإن لم تفعلوا ذلك لا تتساءلوا مستقبلا عن سبب كره ابنائكم لبعضهم البعض فهذه بذرتكم وهذا حصادكم ، وسيجيبوكم بكلمة واحدة ... أنتم السبب .


بقلم / سحر الحياة




شاهد ايضاً حياتنا بالتفاصيل
المزيد من حياتنا بالتفاصيل

إعلانات Google - متجاوبة
إعلانات Google - متجاوبة
إعلانات Google - متجاوبة