معـركة الـزلّاقــة 479 هـ

معـركة الـزلّاقــة 479 ه


المقدمة :

- بعد وفاة (المظفر بن المنصور بن أبى عامر) عام 399 هـ بدأت الاضطرابات فى الأندلس حتى عام 422 هـ وانتهت بتفكك الخلافة إلى إمارات صغيرة متناحرة عرفت باسم ممالك الطوائف دفع بعضهم الجزية لنصارى الشمال كما فعل (المعتمد بن عباد) أمير اشبيلية حين تحالف مع (ألفونسو السادس) ملك قشتالة ليمده (ألفونسو) بالجند فى قتاله أمراء الطوائف بينما يدفع له (ابنُ عباد) الجزية ! فاستطاع (ألفونسو) بهذا التحالف الاستيلاء على طليطلة سنة 478 هـ ! ثم توجه بجيش صليبى كبير ليستولى على اشبيليه بعد أن اتحّدت ممالك النصارى لإنهاء الوجود الإسلامى فى الأندلس ،

- حدث أن تأخر (المعتمد بن عباد) في دفع الجزية فاستشاط (ألفونسو) غضبًا وطلب دخول امرأتِه إلى جامع قرطبة لتـلِـدَ فيه !! فكان من ابن عباد أن أرسل إلى (يوسف بن تاشفين) عام 475 هـ يطلب المساعدة على درء العدوان فأجابه (يوسف) بقبول نصرتهم ، بعد ذلك أرسل (ألفونسو) وزيره اليهودى (ابن شاليب) مع 500 فارس لاستلام الجزية لكن اليهودى رفض استلام المال وأساء الأدب فقتله (المعتمد) وأسرَ من كان معه ،

- حاصر (ألفونسو) قصرَ (ابن عباد) وكتبَ إليه مستهزئا : «كثر فى مجلسى الذباب واشتد علىّ الحر فألقنى من قصرك بمروحة أروح على نفسى وأطرد بها الذباب» فكتب (ابن عباد) خلف الرقعة: «سأنظر لك مراوح من الجلود الملطية فى أيدى الجيوش المرابطية» فأرسل (ألفونسو) إلى (ابن تاشفين) رسالة فيها: «من أمير النصرانية أذفونش إلى يوسف بن تاشفين .. إن غلبتنى كان ملك الأندلس والمغرب لك ، وإن غلبتك انقطع طمع الأندلس من نصرك إياهم » فردّ (ابن تاشفين) على ظهر رسالة ألفونسو: «من أمير المسلمين يوسف إلى أذفونش ، أما بعد فإن الجواب ما تراه بعينك لا ما تسمعه بأذنك ، والسلام على من اتبع الهدى» ،

- طلب (ابن تاشفين) استلام الجزيرة الخضراء من (المعتمد) الذى وافق بعد تردد فأصبحت مقرا عسكريا حصينا للمرابطين ثم أمر (المعتمد) جنده باللّحاق بجيش المرابطين والتقى بابن تاشفين وكذلك فعل ملوك الطوائف فأمرهم (ابن تاشفين) أن يكونوا فى معسكر (ابن عباد) فأصبح المسلمون معسكرين : معسكر الأندلس ومعسكر المرابطين ، وانطلق جيش المسلمين باتجاه العدو حتى سهل الزلاقة (sagrajas) قرب حدود البرتغال الحالية ، بينما رفع (ألفونسو) حصاره على مدينة سرقسطة واستنفر الجيوش من كل أرجاء أوروبا وسار بجيشه نحو سهل الزلاقة متغطرسا وهو يقول: «بهؤلاء أقاتل الإنسَ والجنَ وملائكةَ السماء»

- عسكر الجيشان الإسلامى والقشتالى كلٌ تجاه الآخر يفصلهما نهر وادى بيرا ، واتفقوا أن تكون المعركة يوم الإثنين ولكن (ألفونسو) غدر وقرر الهجوم فجر الجمعة 12 رجب 479 هـ ، وكان (ابن تاشفين) قد أعدّ قوةً احتياطية من أشجع المرابطين لتنقض على الصليبيين بعد أن يبلغ الإعياء منهم مبلغه فيتغلبون على العدو بالمفاجأة فى نظام أشبه بالكمائن ،

- بدأ هجوم الصليبيين المفاجىء فاصطدم بـ10 آلاف من المرابطين بقيادة (داود بن عائشة) أرغموهم على الارتداد وخسر المرابطون خسائر بشرية كبيرة ، وانهزم الأندلسيون بقيادة (ابن عباد) وتراجعوا أمام الصليبيين فنزل (ابن تاشفين) بجيشه المختبئ للمعركة وهاجم معسكر القشتاليين وأضرم فيه النار فتوقف (ألفونسو) عن مطاردة جيش (ابن عباد) الذى عاد يهاجم الصليبيين ، وأُصيب (ألفونسو) بطعنه فى فخذه ثم انسلّ تحت جنح الظلام منهزمًا مع نفر قليل من جنوده وانتهت معركة الزلاقة التى لم تستمر إلا يومًا واحدًا بنصر مؤزر للمسلمين وزال شبح سقوط الأندلس لعدة قرون بعد ذلك 





شاهد ايضاً التاريخ الإسلامى
المزيد من التاريخ الإسلامى

إعلانات Google - متجاوبة
إعلانات Google - متجاوبة
إعلانات Google - متجاوبة