أمُ حكيم بنْتُ الحارث رضي الله عنهما
المقدمة :
تمضي أمُ حكُيم بنْتُ الحارث رضي الله عنهما مع ركُب المجاهدين بجَلد وصبر , وقد احتسبت أبوه الشهيد الحارث بن هشام , والزوج الشهيد عند الله عكرمة بنْ أبي جهل , فاعتدت عليه أربعة أشهر وعشرًا , ويتقدم لخطبتها بعض رجالا قريش وفرسانها منهم الصحابي الجليل والفارس الشجاع خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه , فترضاه زوجًا يسترها , ويشد أزرها , وتشد أزره في معارك الجهاد في سبيل الله .
ويطلب خالد من أم حكيم أنْ يُعرس بها في مرج الصفر جنوبي دمشق , فقالت : وقد استحوذ حبُ الجهاد علي عقلها , لو تأخرت حتى يهزم الله هذه الجموع من الروم . فيجيبها خالد : إنَ نفسي تحدثني أني أُصاب في جموعهم هذا اليوم . فقالت : فافعل ما تري يا خالد .
وأعرس خالد بأم حكيم عند القنطرة التي بالصفر وبها سميت قنطرة أم حكيم , فلما أصبح أوْلم عليها فدعا أصحابه علي الطعام , وما كاد ضيوفه يفرغون من طعامهم , حتى نزلت بهم الروم منْ كُل جانْبُ , واحتدم قتال مرير , ولم يلبث خالد بن سعيد رضي الله عنه أنْ سقط شهيدًا وسط هذه الجموع من الروم .
تجلدت أمُ حكُيم وقد فجعت بزوجها خالد , بعدُ أنْ فجعت من قبل بزوجها عكرمة , وأبوه الحارث بن هشام يوم اليرموك , فشدَت أمُ حكُيم رضي الله عنها ثياب عرسها , وكُان عليها أثر خلوق – أي طيب بقي عليها من أثر عرسها , فاقتتلوا أشد القتال عند النهر, وفي ذلك اليوم أظهُرتُ أمُ حكيم البسالة والشجاعة ما عجز عنهُ فرسانُ الروم, حيث قتلَت منهمُ يومئذ سبعةَ من صناديد الروم بعمود الفسطاط الذي أعرس بها خالد فيه .
عبرة :
يا أخوات هكذا المرأة المسلمة تعرف ربها , وتدرك رسالتها فهي قرة عيَنْ لزوجُها وراعية مسؤولة في بيت الزوجية , ومجاهدة قوية خارج بيتها تعرف واجبها في كُل ميدان تحسنه , حسبة لربها , ودفاعًا عن دينها .
تاريخ الطبري ** نساء مبشرات بالجنة ** روائع من حياة الصحابيات
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
تعليقات : 0